يحاولون الانتحار.. منظمة أطباء بلا حدود تدعو إلى الاهتمام بأزمة الروهينغا المستمرة

يحاولون الانتحار.. منظمة أطباء بلا حدود تدعو إلى الاهتمام بأزمة الروهينغا المستمرة

أطلقت منظمة أطباء بلا حدود فيلم رسوم متحركة قصيرا بعنوان "ضائع في البحر"، يوضح الواقع القاسي الذي يعاني منه الروهينغا أثناء محاولتهم البحث عن الأمان وقدرتهم على الصمود.

فيلم "ضائع في البحر" مستوحى من تجربة محب، وهو رجل من الروهينغا فر من ميانمار وقام برحلة خطيرة عبر البحر بحثًا عن الأمان في ماليزيا، حيث تقطعت به السبل لأكثر من أسبوعين على متن قارب صيد في بحر أندامان، مملوء بالرجال والنساء والأطفال الذين فروا أيضًا للنجاة بحياتهم.

 ويتطرق الفيلم إلى وفاة 27 شخصا على متن القارب، ولم يكن أمام الركاب خيار سوى إلقاء جثثهم في البحر لعدم وصول أي مساعدة.

ويقول محب "كنت أخشى على حياتي في ميانمار واضطررت إلى البحث عن ملجأ في بلد آخر.. إن عدم اليقين، وفي بعض الأحيان، العداء لأرض جديدة، أفضل من الموت في مكان لم أعامل فيه كإنسان منذ ولادتي، الروهينغا في أمس الحاجة إلى الأمن والأمان، ليس لدينا مكان نذهب إليه".

ويضيف أن "ركوب القارب يشبه القفز في البحر دون معرفة العواقب، من الممكن أن تفقد حياتك بسهولة في هذه القوارب غير الصالحة للإبحار وغير الصالحة للقيام بهذه الرحلات".

بينما يقول مدير العمليات الإقليمي لمنظمة أطباء بلا حدود بول بروكمان: "إن الروهينغا الذين بقوا في ميانمار، وأولئك الذين فروا إلى بنغلاديش يكافحون من أجل البقاء.. وتعيش الغالبية العظمى منهم في مخيمات تعاني من قيود شديدة على الحركة، وفرص محدودة للعمل أو التعليم، وبدون أمل في مستقبل أفضل".

ويتابع بروكمان قائلاً: "منذ عام 2017، قدمت منظمة أطباء بلا حدود استشارات في مجال الصحة العقلية لأكثر من 140,000 مريض من الروهينغا في بنغلاديش.. إن الافتقار إلى سبل العيش، والقلق بشأن المستقبل، وسوء الظروف المعيشية، والحواجز التي تحول دون الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم الرسمي، وتزايد انعدام الأمن في المخيمات، كلها عوامل أدت إلى تفاقم الذكريات المؤلمة للعنف الذي عانوا منه في ميانمار".

ويضيف "منذ عام 2021، تضاعف عدد الأشخاص الذين عولجوا في مستشفياتنا في بنغلاديش والذين حاولوا الانتحار”.

فوضى وأزمة إنسانية 

تعيش ميانمار فوضى وأزمة إنسانية واقتصادية كبيرة منذ تولي المجلس العسكري السلطة في فبراير 2021 بعدما أطاح الزعيمة أونغ سان سو تشي وحكومتها، إذ أسفرت حملة قمع المعارضين للحكم العسكري عن مقتل أكثر من 4300 شخص، وتم اعتقال أكثر من 25 ألفا و785 شخصا منذ الانقلاب وفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين الحقوقية المحلية.

وتشهد أنحاء عدة من البلاد اشتباكات بين مقاتلي "قوات الدفاع الشعبي" المجهزين غالبا بأسلحة يدوية الصنع أو بدائية وقوات المجلس العسكري، فيما يشير محللون إلى أن الجيش يواجه صعوبات في التعامل مع تكتيكات المقاتلين.

وتدور اشتباكات مع مجموعات متمردة أكثر تنظيما متمركزة على طول الحدود مع تايلاند والصين.

وفر أكثر من مليون مسلم من الروهينغا من ميانمار ذات الأغلبية البوذية إلى مخيمات اللاجئين في بنغلاديش والدول المجاورة منذ أغسطس 2017، عندما أطلق جيش ميانمار عملية تطهير ردا على هجمات جماعة متمردة.

واتُهمت قوات الأمن في ميانمار بارتكاب عمليات اغتصاب جماعي وقتل وحرق آلاف المنازل.

بعد الانقلاب في الأول من فبراير 2021، أكد الجيش أنه سينظم انتخابات جديدة، لكن البلاد التي تعاني من صراع أهلي عنيف، يجب أن تكون أولاً "في سلام واستقرار"، وفق رئيس المجلس العسكري.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية